الفراعنة كانت لهم معتقداتهم الدينية .. وكانوا يؤمنون بالبعث وخلود الروح .. لذا كانوا يحتفظون بكافة الأشياء التي يحتاجها المتوفى بجواره في المقبرة … فكنا نجد الحلي وأدوات الزينة والتيجان والمواد الغذائية اللازمة للشخص بعد بعثه حسب اعتقادهم … وتعرضت المقابر الفرعونية للسرقات والسطو عليها من اللصوص على مدى العصور … لدرجة أن المقبرة الوحيدة التي تم اكتشافها كاملة هي مقبرة توت عنخ آمون .. وهذا سبب شهرتها ..
نعود لطريقة بناء الأهرامات ….
فالأهرامات ليست سوى مقبرة ليدفن فيها الملك .. وهذا سر ضخامتها .. لأن المقبرة تدل على المستوى الإجتماعى للمدفون بها حسب المعتقدات الفرعونية ..
سأشرح طريقة البناء بطريقة الأسئلة …..
السؤال الأول : كيف كان يتم اختيار المكان الملائم للبناء ؟
كان يتم اختيار المكان المناسب على هضبة مرتفعة حتى يتم تفادى المياه الجوفية التي تؤثر بالتأكيد على مواد البناء .. كما كان يتم اختيار مكان قريب من النهر لسهولة النقل … لأن النقل النهري كان من الوسائل الرئيسية في هذا الزمان ..
السؤال الثاني : من أين يتم جلب الأحجار اللازمة للبناء ؟
الحقيقة كان يتم جلب الأحجار من أكثر من مكان حسب الأحجار المطلوبة .. فكان يتم جلب الحجر الجيري من الأماكن القريبة من العاصمة .. والحجر الجرانيتي من أعالي البلاد مثل أسوان وأعالي الصعيد لوفرة هذه النوعية من الأحجار في هذه الأماكن ..
السؤال الثالث : كيف يتم تقطيع الأحجار من الجبل ؟
طبعاً ليس بالديناميت والمتفجرات كما هو مستخدم اليوم … ولكنها الطريقة التقليدية باستخدام المعاول والآلات الحديدية اليدوية وساعدهم في ذلك وفرة الأيدي العاملة .. فكان يتم تحضير الحجر على مراحل .. ثم يتم تهذيب وتسوية الحجر حتى يأخذ الشكل المطلوب ..
السؤال الرابع : كيف يتم نقل هذه الأحجار الضخمة إلى موقع البناء [color] ؟
هذا السؤال بالذات حير الكثير منكم .. ولكن لو عرفنا الطريقة لاسترحنا ..
أولاً كان يتم صنع طاولة ضخمة من الخشب يوضع عليها الحجر .. ثم يأتون بعدة جذوع من الأشجار ويضعونها أسفل الطاولة .. وباستخدام الماشية في جر هذه الطاولة .. كان يتم التبديل بين هذه الجذوع .. فكلما سارت الطاولة قليلاً .. يتم نقل الجذع الخلفي إلى الأمام وهكذا .. حتى يصلوا إلى الموقع أو إلى شاطئ النيل للنقل النهري ..
وكان الفراعنة يعرفون الأوناش .. ولكنها أوناش بسيطة وفعالة في نفس الوقت .. وباستخدام البكرات والحبال كان يتم رفع الأحجار على السفن ..
ولكن .. هل كان يتم استخدام الأوناش في رفع الأحجار أثناء البناء … وهل توجد أوناش بهذا الارتفاع ؟ .. طبعاً لا .. إذن .. كيف كان يتم رفع الأحجار لبناء الهرم ؟
أولاً .. كان يتم رص الأحجار لبناء قاعدة الهرم .. وبعدها يتم عمل طريق طويل من الرمال حتى يصل لمستوى القاعدة .. وبنفس طريقة الطاولة الخشبية التي تجرها الماشية يتم بناء الصف الثاني من الأحجار .. وهكذا .. كلما تم بناء صف .. يتم إضافة المزيد من الرمال لرفع الطريق لمستوى الصف المطلوب ..
وهنا يتسائل بعضنا .. كم كان طول الطريق الرملي الذي وصل إلى أعلى الهرم … عدة كيلومترات .. لاتوجد مشكلة .. فالصحراء مترامية والمساحات شاسعة تسمح ببناء طريق بأي طول أو ارتفاع …
وبصراحة الأمر ليس بالسهولة التي أحكيها لكم .. ولكنها حسابات دقيقة جداً وعقليات استطاعت التغلب على جميع العقبات والمشاكل .. لذا أستمر البناء لمدة طويلة تزيد عن 30 سنة وربما أكثر .. ولكم أن تعلموا أن البناء غير مستمر طوال العام .. ولكن كان يتم البناء أثناء فيضان النيل .. عندما كان الفلاحون لايعملون في الحقول .. وبهذا لايتم تعطيل أمور الزراعة ..
أما غرف الدفن والممرات داخل الهرم نفسه … فكان يتم عمل حساباتها وبناؤها أثناء البناء وليس بعده .. لدرجة وجود ثقب في أعلى قمة الهرم تصل حتى غرفة الدفن .. فكان يتم عمل هذا الثقب من أسفل الهرم أثناء البناء وليس من الأعلى كما يعتقد البعض ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق